خمسين عام من حكم الجنرالات قادت الجزائر للخراب وحولوا البلاد الى دولة مافيا

مشاركة

في زمننا هذا شهدنا سقوط وتفكك الدولة في العراق بفعل الغزو الأجنبي وقبل ذلك بسنوات حدث أمر مماثل للكويت والاضطرابات السياسية والأمنية أدت لسقوط الدولة في ليبيا ودمرت سورية عن بكرة أبيها بسبب عوامل داخلية وخارجية تكاتفت لتخريب البلاج وتفكيك هيكلية الدولة وخضوع جزء غير قليل من أراضيها لسيطرة قوى خارجية….

الجزائر تساق اليوم كمثال على دور الاقتصاد في انهيار الدولة فهل الاقتصاد فعلا هو سبب الانهيار الحاصل أم أنه نتيجة لعوامل سياسية في الأساس؟ نعم عانت دول كثيرة من أزمات اقتصادية خانقة لكنها لم تواجه خطر الانهيار كدول كما هو حال الجزائر اليونان تعد مثالا حيا على ما يمكن أن يسببه الاقتصاد من أخطار حقيقية فبلد أثقلته المديونية وخضع لأقسى برنامج إصلاح اقتصادي مقابل معونات أوروبية لكن الإصلاحات الاقتصادية على أهميتها لم تكن لتكفي بدون وجود نخبة سياسية مستعدة لتحمل مسؤولياتها حيال بلدها وشعبها والمثير للاهتمام هنا أن الأحزاب اليسارية في اليونان هي التي قادت عملية الإصلاح بعد أن أطاح الشعب بطبقة سياسية قادت البلاد للانهيار الاقتصادي هنا الأمر برمته منوط بالسياسة والجزائر كانت ولا تزال نموذجا لأسوأ صنف من الساسة الذين وضعوا مصالحهم الشخصية والفئوية فوق مصالح شعبهم وبلادهم والقضية ليست وليدة سنوات قليلة بل عملية ممتدة لعقود طويلة وليس غريبا أن نسمع على كل لسان جزائري عبارة متكررة مفادها أن الخراب يعود لخمسين عاما من حكم الجنرالات فهم من قاد الجزائر للخراب وسرقوا خيرات البلاد لتمويل الجماعات الإرهابية حول العالم وأنفقوا لتعزيز بقائهم في الكرسي وحكموا البلاد بمنطق النار والحديد مما جعل اليوم الجزائر تحتضر وكل التقارير تقول أنه سيتم التضحية بتبون لتهدئة الأوضاع.