مقال بطعم المقروط…الردع الاقتصادي إضافة نوعية كسلاح في ميزان القوة الإقليمية الجزائرية

مشاركة

تقاس قوة الدول بامكانية توظيف قدراتها الاقتصادية سواءا في الحالة الاستثمارية التحفيزية والتفضيلية، او عند استخدامها كخيارات عقابية وتأديبية، وشأنها في ذلك لا يقل أهمية عن القدرات العسكرية، حيث تكون في الحالة الدفاعية السيادية لحفظ الأمن والاستقرار او عند الحرب للردع والحسم الميداني ضد الأعداء،

ووفق ذلك يمكن اعتبار الجزائر القوة الأولى إفريقيا وفي مختلف الخيارات السابقة الذكر، لان الاستعدادات والقرارات الحاسمة المتخذة مؤخرا لم تكن متاحة لولا تراكمات الجاهزية التي وفرت متسعا استراتيجيا يعول عليه في اوقات الحاجة الضرورية،

حيث يحسب لميزان القوة الجزائرية الف حساب لان لديها قدرات ردع هامة في مختلف عناصر القوة الأساسية، بداية من القوة العسكرية والسيادة الاقتصادية المنعدمة المديونية مع تسجيل الجزائر لانتصار مؤكد في تلاحم وقوة الجبهة الداخلية،

الأمر الذي اوقع صدمة عميقة في صفوف اعداء الجزائر سواء من كانوا بالجوار او من وراء البحار، من الذين تبخرت محاولاتهم بفضل الفطنة والتلاحم الجلي في مقومات الجبهة الداخلية، التي كانت محل ترصد من الاعداء المراهنين على اثارة فتن سبق وان اسقطت دول عربية، لتنتصر الجزائر رغم كثرة اعدائها ولتفضح مخططاتهم وعملائهم الذين عرتهم وكشفت نواياهم،

كما أن العلامة القوية سجلتها الجزائر في سُلم ترتيب الدول الاقليمية ذات القدرات الرادعة العسكرية والاقتصادية بدعامة التلاحم وقوة الجبهة الداخلية، ولتشكل هذه العوامل الثلاثة المنسمجة مع بعضها قدارات للرد وللردع العسكري والاقتصادي والمدعم بالجبهة الداخلية، ما اتاح للجزائر مجالا هاما في ميزان تعاملاتها الاستراتيجية،

والدليل ما باشرته الجزائر من تدرج في الردود الردعية بقرارات ذات قوة عقابية مضاعفة في أثرها، بفضل حنكة ودهاء الدبلوماسية الجزائرية التي كانت في ادائها مكتملة الاريحية في الحركة والتفاعل مع الأحداث بحكمة وعقلانية جعلت العدو يظهر في صورة الضعيف المتهور الذي لا يحسن تدبير شؤونه وبشكل أضاع فيه مصالح شعبه الحيوية والاقتصادية،

ولتنال فرنسا حتما نصيبا من الخسائر المركبة والمتعدية كونها صاحبة الاستثمارات التفضيلية في المملكة المغربية في قطاعات مهمة وحيوية خاصة الصناعة والتجارة والتي كانت في اغلبها بصفقات التنازل عن السيادة الوطنية المتبوعة بتطبيع مفضوح جلب النقمة للشعب المغربي الذي لن يتخاذل ابدا ضد القضية الفلسطينية،

لكن حكم الواقع جعل الهموم تتزايد والمشاكل تتفاقم ضد الشعب المغربي في محيطه ومن مختلف الجهات، وهذا بسبب المراهقة السياسة ومغامرات المخزن في صيد الرياح بشباك مثقوبة تحركها ايادي لا تكترث للتبعات والنتائج السلبية لانها ليست بالضرورة موجهة بافكار محلية قدر ما تحركها مخابر خارجية….

   عمار براهمية