إدريس ديبي يحذر من انقلاب وانفلات أمني داخل دول مجموعة الساحل الأفريقي

مشاركة

فجر القيادي في جبهة البوليساريو الانفصالية، مصطفى سيد البشير، مفاجأة من العيار الثقيل حين طالب صحراويين داعمين للطرح الانفصالي، خلال لقاء بهم مؤخرا في ضواحي باريس، بعدم الانسياق وراء وهم “الجمهورية الصحراوية”، مذكرا إياهم بأن قيادات الصف الأول في الجبهة ليسوا سوى “مجرد لاجئين يعيشون على المساعدات والتسول”، على حد تعبيره، الأمر الذي لم يستثن منه حتى زعيمها إبراهيم غالي الذي قال إنه لا يُعترف به “رئيسا للجمهورية” على المستوى الأممي وإنما كـ”لاجئ”.

وكان مصطفى سيد البشير، قد ذهب إلى العاصمة الفرنسية من أجل حشد الدعم للجبهة في ظل صراعها الراهن مع المغرب، لكن اللقاء الذي جرى نهاية الأسبوع الماضي اتخذ مسارا آخر وثقه فيديو يخاطب فيه الحاضرين في لحظة “مصارحة”، فالرجل الذي كان يحمل صفة “وزير داخلية” ثم أصبح مؤخرا “وزيرا للأراضي المحتلة والجاليات الصحراوية في الخارج”، كما تُطلق عليه الجبهة، نفى أن تكون هناك “دولة صحراوية” فعلية أساسا في الصحراء، واصفا الأمر بأنه مجرد وهم.

وأورد السيد “يجب ألا نخطئ، هذه حكومة في المنفى لاجئة لدى الجزائر، ولد السالك، وزير الخارجية يوجد في الجزائر، ووزيرنا الأول بشرايا بيون كذلك”، وتابع “تطلقون علي صفة وزير للأراضي المحتلة، أنا أيضا لاجئ وليست وزيرا، فقط سأكذب على نفسي لو قلت ذلك، علينا أن نكون واقعيين ولا نغتر”.

وبدا السيد وكأنه يعيد الحاضرين على أرض الواقع حين نزع عن زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، الألقاب التي تُطلقها عليه “البوليساريو” والجزائر، موردا “إبراهيم غالي أيضا لاجئ وليس رئيس جمهورية، لدى وكالة غوث اللائجين سنجده مسجلا باسم غالي سيد المصطفى كلاجئ يأخذ التموين”.

وتطرق المتحدث نفسه للوضع المزري الذي يعيشه سكان مخيمات تندوف في ظل هذا الواقع الذي عمر لحوالي نصف قرن، موردا “نحن نتسول من الجزائريين وأفرطنا في هذا التسول الذي امتد لزمن طويل… منذ 46 أو 47 سنة ونحن عند الجزائريين، نطلب منهم العلاج للمرضى والتدريب والسلاح والوقود والغاز والمياه”.