أزمات متعددة على مدى 70 عاما.. أبرز فضائح العائلة المالكة في عهد إليزابيث

مشاركة

لم تكن السنوات الطوال التي قضتها الملكة إليزابيث في حكم بريطانيا كلها سعيدة رغم الإشادة بتفانيها في أداء واجبها، فقد خيّمت على عهدها “فضائح” تورطت فيها أسرتها وعائلتها الكبيرة.

وفي عهد الملكة الذي امتد 70 عاما هي الفترة التي جلست فيها إليزابيث الثانية على العرش، عصفت بالعائلة المالكة أزمات متعددة، من زوجها وشقيقتها الصغرى وأفراد من عائلتها.

الملكة اليزابيث الثانية وزوجها – قصر باكنغهام 1953(غيتي – أرشيف)

“أزمات” الزوج

لم يمر قرار الملكة بالزواج من الأمير اليوناني فيليب دون جدل، رغم أن فيليب كان قد خدم بإخلاص وتميز في البحرية الملكية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية.

وكان للأمير شقيقات متزوجات من أفراد من الطبقة الأرستقراطية الألمانية كانوا أعضاء في الحزب النازي، وبالتالي لم تتم دعوة أي من أقاربه الألمان لزفافه عند زواجه بإليزابيث.

ولم ينته الأمر عند ذلك، ففي السنوات الأولى لها على العرش، لاحقت “الزوج الملكي” شائعات بأن له علاقات نسائية.

وعندما كان فيليب في جولة بمفرده في دول الكومنولث عام 1957، تم إجبار سكرتيره الخاص مايك باركر على الاستقالة بعد أن تقدمت زوجته بطلب للطلاق مما أدى إلى تكهنات أحاطت بزوج الملكة نفسه.

وقال المتحدث باسم الملكة في بيان نادر في ذلك الوقت “ليس هناك أي صحة على الإطلاق لوجود خلاف بين الملكة والدوق”.

الأميرة مارغريت شقيقة ملكة بريطانيا (غيتي – أرشيف)

“متاعب” الشقيقة الصغرى

كانت الأميرة مارغريت -الشقيقة الصغرى للملكة إليزابيث- محور العديد من الفضائح التي هزت النظام الملكي في بداية عهد الملكة الراحلة.

واضطرت الأميرة مارغريت، إلى إلغاء زواج كان محتملا من ضابط سلاح الجو الكابتن بيتر تاونسند عام 1955 لأنه بوصفه رجلا مطلقا لم يكن مناسبا بموجب القواعد الملكية الصارمة في ذلك الوقت.

وبدلا من ذلك، تزوجت المصور أنتوني أرمسترونغ جونز، الذي حمل لقب اللورد سنودن، وانتهى هذا الزواج بعد علاقة غرامية مع منسق الحدائق رودي لويلين، الذي كان يصغرها بثمانية عشر عاما.

 الأميرة ديانا وكاميلا

ولم تكن هناك فضيحة أكبر في عهد الملكة إليزابيث من فضيحة فشل زواج ابنها الأكبر تشارلز، الذي أصبح الآن ملك بريطانيا، من زوجته الأولى ديانا وعلاقته بكاميلا باركر التي كان على علاقة بها ثم تزوجها بعد وفاة ديانا.

وبعد زواج تشارلز وديانا عام 1981، انتشرت قصص عنهما في الصحف الشعبية، ولم يبرح الزوجان الصفحات الرئيسية في الصحف إلا قليلا مع تداعي علاقتهما في نهاية العقد وأوائل التسعينيات.

وكشف كتاب صدر عام 1992 للصحفي آندرو مورتون، الذي أكد لاحقا أن ديانا نفسها كانت مصدر المعلومات الرئيسي فيه، أن زواجها من تشارلز كان منهارا بشكل لا يمكن معه الإصلاح وأنها عانت من اضطرابات في الأكل ودفعها وضعها إلى محاولات انتحار.

وفي وقت لاحق من ذات العام، نشرت صحف مقتطفات من محادثة هاتفية مسجلة بين ديانا وجيمس جيلبي، ناداها خلالها بألفاظ تدليل، كما تمكنت صحيفة أخرى وقتها من الحصول على محادثة هاتفية بين تشارلز وحبيبته كاميلا عام 1993.

وبعد الانفصال، ظهر الاثنان في مقابلات تلفزيونية اعترفا فيها بالخيانة. وقالت ديانا إنها كانت على علاقة غرامية بضابط الجيش وأشارت إلى أن زواجها من تشارلز “كان يضم ثلاثة أطراف في إشارة إلى كاميلا.

الأميرة الراحلة ديانا في زيارة لأحد المراكز المجتمعية (غيتي – أرشيف)

العام “الفظيع”

في خطاب ألقته إليزابيث نهاية عام 1992، وصفت الملكة هذا العام بعبارة لاتينية تعني “العام الفظيع” وقالت “1992 ليس عاما سأتذكره بأي بهجة”.

وشهد ذلك العام حريقا هائلا في مقر إقامتها في قلعة وندسور والانفصال الرسمي بين تشارلز وديانا، لكن زواجهما لم يكن الوحيد الذي انتهى في ذلك العام.

فقد شهد ذات العام انفصال ابنها الثاني الأمير أندرو عن زوجته سارة فيرجسون دوق ودوقة يورك، وكانت صورة لسارة قد ظهرت وهي عارية الصدر على الصفحة الأولى لإحدى الصحف برفقة أحد رجال الأعمال الأثرياء الأمريكيين بجوار حوض سباحة في فيلا فرنسية.

وفي أبريل/نيسان من ذلك العام، تم طلاق ابنتها الأميرة آن رسميا من مارك فيليبس، بعد زواج دام نحو 20 عاما عقب انفصالهما لمدة 3 سنوات بعد انتشار قصص عن صلاتهما الرومانسية بأطراف أخرى، وتزوجت الأميرة آن من تيموثي لورنس القائد في البحرية في ديسمبر عام 1992.

الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون (غيتي – أرشيف)

“فضائح” الأمير أندرو

أمّا الابن الآخر للملكة الأمير أندرو فمع تأخر ترتيبه شيئا فشيئا في ولاية العرش، أصبح بشكل متزايد هدفا للصحف الشعبية البريطانية التي كانت تصف أسلوب حياته بأنه يتسم بالاستهتار.

وفي 2011، سلطت الأضواء على صلته بجيفري إبستين بعد 3 سنوات من إدانة رجل الأعمال الأمريكي بالاعتداء الجنسي على أطفال، مما أجبر الأمير أندرو على التخلي عن دور السفير التجاري لبريطانيا.

وبعد 4 سنوات قالت فيرجينيا جيوفري في وثائق قضائية إن الأمير أجبرها على ممارسة الجنس معه وهي قاصر، وأنكر أندرو المزاعم لكنها لاحقته.

وازدادت الشكوك والتساؤلات بعد أن انتحر إبستين في السجن عام 2019 وهو محتجز باتهامات متعلقة بالاتجار بقاصرات.

الأمير أندرو مع والدته الملكة الراحلة (غيتي – أرشيف)

وفي محاولة لإصلاح سمعته، أجرى أندرو مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية وُصفت بأنها كارثية، وأُجبر بعدها على التنحي عن واجباته الملكية وسعت الشركات والأعمال إلى النأي بنفسها عن أي ارتباط به.

ورفعت فيرجينيا جيوفري العام الماضي، دعوى مباشرة على أندرو قالت فيها إنه اعتدى عليها جنسيا وحطمها. وفي يناير/كانون الثاني من العام الحالي تم تجريد أندرو من رتبه العسكرية ولقب “صاحب الجلالة الملكية”.

وفي فبراير/شباط من العام الجاري، توصل أندرو إلى تسوية للدعوى القضائية رغم أنه لم يعترف بارتكاب أي جريمة ووافق على دفع مبلغ لم يتم الإفصاح عنه لكنه تجنب بذلك مواجهة الحرج العلني في محاكمة.

الأمير هاري أطلقت عليه الصحافة اسم “الطفل الملكي الجامح”

هاري وميغان

خلال سنوات شبابه، وصفت وسائل الإعلام حفيد الملكة الأمير هاري بأنه الطفل الملكي الجامح. واعترف بتدخين القنب والسُّكر في حانة وهو تحت السن القانونية وتشاجر مع مصوري (الباباراتزي) خارج ملهى في لندن وأثار موجة من الانتقادات والغضب بعد أن ارتدى زي ضابط نازي في حفلة تنكرية.

لكن مع ذلك أصبح أحد أكثر أفراد العائلة الملكية شعبية بسبب طبيعته البسيطة وخدمته العسكرية وزواجه عام 2018 من الممثلة الأمريكية ميغان ماركل ووصف ذلك بأنه خلاصة ما ترمز إليه الملكية الحديثة.

هاري وميغان شنّا هجوما على أفراد من العائلة المالكة (غيتي)

لكن الزوجين أعلنا في يناير 2020 أنهما سيتخليان عن أدوارهما الملكية بسبب الاستياء من التدخل والتركيز الإعلامي على حياتيهما، في ضربة كبيرة للمؤسسة الملكية.

وانتقل الزوجان للعيش في لوس أنجلوس وشنّا هجوما عنيفا على أفراد من العائلة المالكة وعلى قصر باكنغهام في مقابلة مع المذيعة الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري.

وتضمنت المقابلة ما قالا إنه تعامل عنصري، كما أشارت ميغان إلى أنها كانت على شفا الانتحار، أما هاري فقد قال بشكل واضح إنه يرى أن تشارلز وشقيقه وليام “محاصران”