حكم امتناع الزوجة عن زوجها بدون سبب مع العلم أن هذا الأمر يؤدي إلى زيادة الخصام والمشاكل التي تحدث ما بين الرجل وزوجته، وقد يؤدي ذلك إلى الطلاق..
حكم امتناع الزوجة عن زوجها بدون سبب
يحرم على الزوجة الامتناع عن زوجها دون وجود عذر شرعي، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دَعا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِراشِهِ، فأبَتْ أنْ تَجِيءَ، لَعَنَتْها المَلائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”،[1] وبالتالي يتوجب على المرأة طاعة زوجها وتلبيته ما دام لا يوجد عذر شرعي يمنعها من ذلك، مثل أن تكون الزوجة عاجزة عن القيام بالأعمال، أو دخولها في فترة الحيض، والنفاس، والإحرام، وغيرها من الأسباب الشرعية، حتى أن المرأة لا يحق لها صيام التطوع إلا بإذن زوجها، عدا صيام شهر رمضان والكفارات، والله تعالى أعلم.[2]
حكم رفض الزوجة للجماع بسبب الزعل
لا يجوز للزوجة أن ترفض الجماع مع زوجها إلا لوجود عذر شرعي، فهو حق للزوج على أن زوجته أن يكون قادرًا على التمكن منها في أي وقت يريده وفي أي مرة يطلب منها ذلك، إلا في حال تواجد عذر شرعي يحق لها أن ترفض زوجها بسببه، كالمرض أو الحيض وغيره من الأعذار الشرعية، وهو حق ثابت ومتواجد للزوج عند منحه المهر المعجل لزوجته، حيث ورد في كتب الحنفية: “اعلم أن على المرأة أن تطيع زوجها في الاستمتاع لأنها سلمت بضعها بمقابلة المهر من قبله بعقد صحيح شرعي متى شاء إلا أن تكون حائضا”، والله تعالى أعلم.[3]
الامتناع عن الفراش بسبب سوء معاملة الزوج
إذا امتنعت المرأة عن الفراش مع زوجها دون وجود عذر شرعي فهذا الأمر من المعاصي العظيمة التي تجلب عليها غضب الله عز وجل، وتقوم الملائكة بلعن الزوجة التي أبت الفراش مع زوجها دون وجود عذر شرعي عندها يحق لها الامتناع عنه، حتى ولو كان الزوج يعامل زوجته بطريقة سيئة، فيجب على الزوجة أن تصبر عليه وتحتسب أجرها عند الله عز وجل، وتدعو الله تعالى أن يرزقه الهداية والتوفيق والعودة إلى الصراط المستقيم والأخلاق الفاضلة، وفي حال نصحته وصبرت عليه ولم يقم بتحسين خلقه ومعاملته مع زوجته، عندها يحق للمرأة الطلاق منه، والله تعالى أعلم.[4]
هل يجوز للمرأة الامتناع عن زوجها خوفًا من الاغتسال في البرد؟
لا يجوز للزوجة أن تمتنع عن زوجها في الفراش بسبب الخوف من الاغتسال في البرد، ومن واجبها أن تطيعه في ذلك الأمر إلا في حال وجود عذر شرعي، عندها يحق للزوجة الامتناع عن زوجها، أما مجرد الخوف من الاغتسال بسبب البرد فهذا ليس عذرًا شرعيًا، والامتناع عن الزوج في الفراش دون عذر شرعي هو معصية عظيمة لله سبحانه وتعالى، وعقابها شديد عنده تعالى، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”،[5] والله ورسوله أعلم.[6]
حكم رفض الزوجة تقبيل زوجها
يتوجب على الزوجة طاعة زوجها بالمعروف، وأن تعامله معاملة حسنة، وأن يكون الزوج قادرًا على تمكنه منها بالمعروف،في حال أراد أن يقضي حوائجه منها، وعلى الزوجة أن تتحدث معه بلين وهدوء، ومن واجبتها النوم في الفراش مع زوجها، يقول الله عز وجل:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}،[7] والله تعالى قد أمر بالمعاشرة بالمعروف حيث قال جل في علاه:{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}،[8] فكما يجب على الرجل أن يعاشر زوجته بالمعروف، فيتوجب ذلك أيضًا على زوجته أن تعاشره بالمعروف، والله أعلم.[9]
شاهد أيضًا: حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن
ماذا يفعل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته
إن امتناع الزوجة عن زوجها في الفراش من النشوز، عندها يحق للزوج أن يعضل زوجته حتى يتم الخلع بينهما وترد عليه ما منحها الزوج من المهر وما يشبهه، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}،[8] فامتناع الزوجة عن زوجها في الفراش أمر عظيم، وعقابه أليم شديد عند الله سبحانه وتعالى، والله ورسوله أعلم.[10]
هل تلعن الملائكة الزوجة إذا امتنعت عن زوجها
إذا امتنعت الزوجة عن زوجها فإن الملائكة تلعنها، والدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا دعا الرَّجلُ امرأتَهُ إلى فراشِهِ فأبَت ، فلم تأتِهِ فباتَ غضبانَ علَيها ،لعنَتها الملائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”،[11] كما أن امتناع الزوجة عن زوجها يجلب غضب الله عليها وسخطه حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: “ما مِن رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهَا، فَتَأْبَى عليه، إِلَّا كانَ الذي في السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حتَّى يَرْضَى عَنْهَا”،[12] فمن حق الزوج أن يتمتع بزوجته ومن واجبها أن تمكنه منها، والله تعالى أعلم.[13]
شاهد أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي وحكمه في الإسلام
أسباب امتناع الزوجة عن زوجها
إن امتناع الزوجة عن زوجها أمر أليم ومعصية كبيرة لله تعالى، وذلك لأن الجماع من حقوق الأزواج الشرعية على بعضهم البعض، وفيما يأتي بعض أسباب هذا الامتناع:[14]
تواجد بعض المشاكل لدى الزوجة في مراحل سابقة من حياتها.
ضعف الانتصاب عند الزوج أو سرعة القذف أو أنه يتمتع بجسد بدين، وعدم توفر النظافة الجسدية يؤدي لنفور الزوجة من الجماع.
وجود بعض الاعتقادات والأفكار الخاطئة عن الجماع لدى الزوجة.
الشعور بالألم عند الزوجة، وقد يكون بسبب وجود التهابات في جهازها التناسلي.
عدم إعطاء كل مرحلة من مراحل الجماع الوقت الكافي، مثل المداعبة والغزل والتقبيل وغيرها.
شاهد أيضًا: ترك الأولاد للزوج بعد الطلاق ، حكم الأم التي تركت أولادها بعد الطلاق
علاج امتناع الزوجة عن زوجها
يعد الجماع من الحقوق الشرعية للرجل وللمرأة معًا، وامتناع أحدهما عن النوم مع الآخر يفسد العلاقة ويزعزع أمنها، لذلك سيتم تقديم بعض الخطوات لعلاج امتناع الزوجة عن زوجها:[14]
الاهتمام بالنظافة الشخصية والمسارعة إلى ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي لتخفيف الوزن الزائد في الجسم.
الاهتمام بمراحل الجماع، ولا سيما المقدمات، كمداعبة جسد الزوجة وقول الغزل لها وتقبيلها، وعدم الإسراع في هذه الأمور
الذهاب إلى طبيب مختص ليقدم النصائح بخصوص ضعف الانتصاب وسرعة القذف وغيرها من الأمور التي تسبب امتناع الزوجة.
الابتعاد عن المشاكل فيما بين الزوج وزوجته، والعمل على حلها ومناقشتها فيما بينهم بأسرع وقت لتعود الأمور بينهما إلى مجرياتها.
وبهذا نصل لختام مقال حكم امتناع الزوجة عن زوجها بدون سبب، حيث تم الحديث عن أسباب امتناع الزوجة عن زوجها، وتم ذكر أبرز الخطوات لمعالجة امتناع الزوجة عن زوجها، وتم ذكر الحكم الشرعي لامتناع المرأة عن زوجها دون عذر